
البقلاوة
البقلاوة، حلوى شرقية فاخرة تتألف من طبقات هشة من عجينة الفيلو، محشوة بالمكسرات الغنية ومُشبعة بالشيرة. تحفة فنية مقرمشة تجسد الكرم والاحتفال في كل قضمة.
اطلب الآنشاهد و استمتع
البقلاوة ليست مجرد حلوى، بل هي قصيدة منسوجة من رقائق العجين الذهبية والمكسرات الغنية، تتوجها قطرات من الشيرة اللامعة. إنها تحفة فنية من مطابخ الشرق، وأيقونة للفخامة والضيافة التي تسافر بك عبر التاريخ مع كل قضمة مقرمشة. تُعتبر البقلاوة سيدة الحلويات في الاحتفالات والمناسبات السعيدة، ورمزًا للكرم الذي لا يكتمل إلا بها.
-
الأصل والخلفية الثقافية
تمتد جذور البقلاوة إلى عمق التاريخ، حيث تشير الروايات إلى أن أصلها يعود إلى حلوى بدائية كان يصنعها الآشوريون في بلاد ما بين النهرين من طبقات الخبز الرقيق مع المكسرات والعسل. لكن شكلها الحالي الفاخر الذي نعرفه اليوم، وُلد وتطور في مطابخ قصر “توبكابي” في إسطنبول خلال العهد العثماني، حيث كان أمهر الطهاة يتنافسون لابتكار أشهى الحلويات لإرضاء السلاطين. وقد بلغت أهميتها حد إقامة “موكب البقلاوة” (Baklava Alayı)، وهو احتفال مهيب كان يُقام في منتصف شهر رمضان لتوزيعها على جنود الإنكشارية.
-
المكونات الرئيسية وأهميتها
تعتمد هذه الحلوى الأسطورية على مكونات بسيطة، لكن سرها يكمن في دقة تحضيرها وتوازن نكهاتها:
- عجينة الفيلو: هي روح البقلاوة. طبقات رقيقة وشفافة من العجين تُصف بعناية فائقة.
- الدهن: تُدهن كل طبقة بسخاء بالزبدة المذابة أو السمن البلدي، وهو سر قرمشتها الهشة ولونها الذهبي الرائع.
- الحشوة: قلب البقلاوة النابض، وتتكون من المكسرات المفرومة. الفستق الحلبي هو ملك الحشوات، خاصة في تركيا، يليه الجوز واللوز.
- الشيرة (القطر): هو التاج الذي يزين البقلاوة. شراب السكر الكثيف الذي تُسقى به وهي ساخنة، وغالبًا ما يُنكه بماء الورد أو زهر الليمون ليمنحها حلاوة متوازنة ورائحة عطرة.
-
المناسبات والتقاليد
البقلاوة هي حلوى الاحتفال بامتياز. لا تخلو منها موائد الأعياد، خاصة عيد الفطر وعيد الأضحى، كما أنها نجمة حفلات الزفاف، الخطوبة، والمناسبات العائلية السعيدة. تقديم صينية من البقلاوة الفاخرة للضيوف هو تعبير عن أسمى درجات التقدير والكرم، ولا تكتمل جلسات الضيافة الراقية إلا بوجودها إلى جانب فنجان من القهوة التركية أو العربية.
-
المناطق التي تشتهر بها
على الرغم من أنها حلوى عالمية في الشرق الأوسط والبلقان، إلا أن مدينة “غازي عنتاب” في جنوب تركيا تُعتبر العاصمة العالمية للبقلاوة بلا منازع، حيث أدرجتها اليونسكو في قائمة المدن المبدعة في فن الطهي بفضل بقلاوتها الفريدة. كما تشتهر بها سوريا ولبنان والأردن، ولكل منطقة بصمتها الخاصة التي تميز بقلاوتها.
-
أنواعها أو الاختلافات في التحضير
تتخذ البقلاوة أشكالًا ونكهات متعددة تعكس ثراء المطابخ التي تنتمي إليها:
- بقلاوة بالفستق: الأشهر والأفخر، وتتميز بلونها الأخضر الجذاب الذي يظهر بين الطبقات الذهبية.
- بقلاوة بالجوز: النوع الكلاسيكي المحبوب، وتتميز بنكهتها الدافئة والمألوفة.
- المبرومة (بورما): تُلف فيها العجينة بشكل أسطواني حول حشوة كثيفة من المكسرات.
- عش البلبل: تُشكل على هيئة أعشاش صغيرة تُحشى بحبات الفستق الكاملة.
- بقلاوة بلح البحر (Midye Baklava): تصميم عصري يأخذ شكل صدفة بلح البحر، وتشتهر بقوامها المقرمش وحشوتها الكريمية مع الفستق.
-
طريقة تقديمها
تُقدم البقلاوة عادةً مقطعة إلى أشكال أنيقة، مثل المعيّن أو المربع، وتُرتب في صينية فاخرة. تُؤكل باردة أو في درجة حرارة الغرفة لتبرز قرمشتها. رؤية صينية البقلاوة في وسط الطاولة هي دعوة للالتفاف حولها والاستمتاع بلحظات لا تُنسى.